Kamis, 22 Januari 2009

ظاهرة الترادف في اللغة العربية

Oleh : Dra. Tafiati, M.Ag.

Taraduf (dua kata atau lebih yang mempunyai arti sama) merupakan fenomena bahasa, ditemukan pada hampir semua bahasa di dunia. Namun, keberadaannya di dalam bahasa Arab mengundang kontroversi para linguis.


إن الترادف ظاهرة لغوية عامة تشترك فيها اللغات الحية فى العالم، وهو اسم يطلقه العلماء على المفردات الدالة على معنى واحد. وشأنه في اللغة العربية يختلف ويتميز من سائر اللغات. فإن هناك شبه إجماع على أن ظاهرة الترادف من أسباب غنى العربية بالمفردات وامتيازها بثروة هائلة من الألفاظ. ويقال أيضا أن العربية من أغنى لغات العالم بالمترادفات، بل أنها ربما كانت أغناها بالمترادفات على الإطلاق. حتى تكاد أن تكون بها ممتازة، تنفرد بها من غيرها، فلكلمة "السيف" مثلا أكثر من ألف اسم، ولكلمة "الأسد" خمس مائة اسم، ولكلمة "الثعبان" مائتا اسم، ولكلمة "العسل" أكثر من ثمانين اسما.
وكذلك كلمات المطر والناقة، والماء، والبشر، والنور والظلام وغيرها من الأشياء التي عرفها العرب في الجاهلية، فلكل منها لاينقص من عشرات ألفاظ (أسماء).
وقد جمع أحد المستشرقين دوهامر (De Hammer) المفردات العربية المتصلة بالجمل وشئونه، فوصل إلى أكثر من أربع وأربعين وستمئة وخمسة آلاف اسم (عبد الواحد وافي، 1982: 169). ولكثرة أسماء وجدها الباحثون لكلمة "الداهية" في اللغة العربية –حتى لايحصى—قالوا أن الدواهى من الدواهى (علي اليمني، 1985: 11).
وإن كان الترادف من ظواهر لغوية تنطلق إلى واقع أية لغة في العالم حتى العربية، ولكن بعض العلماء أنكروا ه، وكانوا يتساءلون عن وقوع الترادف فى العربية. ومن هنا يبرز السؤال الذي هو المسألة لهذه المقالة، يعني ما هو الترادف ؟ وما موقف العلماء منه وعمدتهم في تأييد رأيهم ؟. ولإجابة هذه المسألة تريد الكاتبة أن تكتب المقالة تحت الموضوع: " ظاهرة الترادف في اللغة العربية: الاعتراض الفكري بين وقوعه وعدمه عند العلماء.


مفهوم الترادف
وكلمة "الترادف" تشتق من الفعل الثلاثي المزيد فيه الحرفان، وهو: ترادف – يترادف، ومجرده: ردف – يردف – ردفا، أي تبعه. وكلمة "ترادَفا" بمعنى تتابعا أو تعاونا أو ركب الواحد منهما خلف الآخر (لويس معلوف، 1986: 255).
وأما الترادف فى الإصطلاح، فليس فيه اتفاق بين العلماء والباحثين قديما وحديثا، وأنهم اختلفوا في تعريفه وتحديد عناصره. وجدير بالذكر، أن العلماء الأوائل لم يعرفوا مصطلاح "الترادف" ولم يذكروا في مباحثهم بحثا علميا، غير أنهم تشيرون في مقالتهم إلى هذه الظاهرة اللغوية بأنها موجودة في كلامهم ومؤلفاتهم، كما تتراى في قول سيبويه حينما قسّم علاقة الألفاظ بالمعانى إلى ثلاثة أقسام، فقال: إعلم! أن من كلامهم اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين، واختلاف اللفظين والمعنى واحد، واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين (عبد التواب، 1980: 3008).
فقوله "اختلاف اللفظين والمعنى واحد " يدلّ على أنه يعتنق بوجود ظاهرة لغوية معروفة اليوم بالترادف.
وكذلك ما تتلمح في عنوان الكتب التي ألّفها العلماء بعده، كالكتاب "ما اختلف لفظه و اتفق معناه" للأصمعي ، والكتاب "الأسماء المختلفة للشيئ الواحد" لأبي عبيد وغيرهما.
وهكذا ما يشيره اللغويون الأوائل من الترادف، فإنهم لم يذكرواه في مباحثهم لفظيا ولم يعرّفواه تعريفا واضحا، ولكنهم اعتنقوا أن هذه الظاهرة اللغوية موجودة في اللغة العربية. إلاّ فخر الرازي، فإنه عرّف الترادف بأنه "الألفاظ المفردة الدالة على شيئ واحد باعتبار واحد (أحمد مختار عمر، 1982: 215)، ويبدو أن فخر الرازي قد عرف الترادف وقيده في تعريفه بالإفراد وباعتبار واحد.
وأما مصطلح "الترادف" ظهر في أول مرة في عهد علي بن عيسى الرمّاني ، فقد ألف الرمّاني كتابا تحت العنوان "الألفاظ المترادفة والمتقاربة المعنى". ولو اعتبر الرمّاني أول من يكتب في الترادف ولكنه لم يحدد تحديدا دقيقا لمعناه، لأنه يعطف المتقاربة المعنى على المترادفة، وكأنه يعتبر أنهما بمعنى واحد.
وإذا نظرنا إلى اللغويين المحدثين، وجدنا أنهم قدّموا تعاريف مختلفة للترادف، فمنهم من عرّفه بتعريف معتدل لايحتاج إلى كبير عناء أو جهد من غير وضع شروط وقيود له، فقد عرّف أميل يعقوب مثلا بأن الترادف: هو ما اختلف لفظه واتفق معناه، أو إطلاق عدة كلمات على مدلول واحد (أميل يعقوب، 1982: 173).
وكذلك ما قدّمه محمد المبارك والدكتور أحمد مختار عمر، فقال المبارك في كتابه "فقه اللغة وخصائص العربية": الترادف هو تعدد اللفظ للمعنى الواحد، وهو عكس الاشتراك ( محمد المبارك، 1960: 200). وقال أحمد مختار عمر: الترادف فهو أن يدلّ أكثر من لفظ على معنى واحد (أحمد مختار عمر، 1982: 145).
ومنهم من عرّفه وأن يضع له حدودا أو شروطا، وذلك شأن الشيخ محمد الطاهر بن عاثور، إذ يقول: "أختار أن أحدّد المترادف بأنه لفظ مفرد دالّ بالوضع على معنى ، قد دلّ عليه بالوضع لفظ آخر مفرد يخالفه في بعض حروفه الموضوع عليها بحيث تنطق به قبائل العرب كلها إذا شاءت، أو ألفاظ مفردة، كذلك بشرط استقلال تلك المفردات في الاستعمال وفي الدلالة (نور الدين المنجّد، 1997: 94). ومن هذا التعريف يتضح أن محمد الطاهر وضع لتعريف الترادف شروطا، وذلك، أن الترادف يقع في لفظ مفرد، فلا تترادف بين المركّبات، وهودالّ بالوضع على معنى ، فخرجت بقوله هذا، كل الألفاظ التي تستعمل في معان مجازية أو كنائية، وأنه يخالفه في بعض حروفه الموضوع عليه، فخرج بقوله هذا ما يخالفه في كيفية نطقه أو في لهجته، لا في حروفه.
وكذلك شأن محمد نورالدين منجّد إذ أنه قال في تعريف الترادف كما يلي: الترادف عندنا أن يدلّ لفظان مفردان فأكثر دلالة حقيقية أصيلة مستقلة علي معنى واحد، باعتبار واحد، وفي بيئة لغوية واحدة (نورالدين المنجّد، 1997: 35). وبالنظر إلى هذا التعريف نفهم أن نورالدين وضع شروطا للترادف بأنه يقع في اللفظان المفردان فالأكثر، فلا اعتداد مايقع في الألفاظ المركبة، وأن هذين اللفظين المفردين يدلان على معنى واحد دلالة حقيقية لامجازية أو كنائية، أصيلة ومستقلة، فلا تعتبر بالترادف الألفاظ المتلاقية على معنى واحد نتيجة لتطور صوتي أو دلالي. وكذلك، مايكون إعرابه تابعيا من النعت والعطف والتوكيد والبدل. وقد زاد نورالدين في التعريف بأن الترادف يقع في بيئة لغوية واحدة. ويخرج بالبيئة الواحدة ما تداخل من ألفاظ وضعتها قبائل مختلفة على معنى واحد.
ولعلّ هذا التعريف الآخر هو ما أقرب إلى حقيقة التعريف الذى نقصد في هذه المقالة.


موقف العلماء من الترادف وحججهم فيه
وكما عرفنا فيما سبق أن العلماء لم يتفقوا على تعريف واحد لمصطلح الترادف، وأنهم اختلفوا في تحديده وتعيين قيوده. انطلاقا إلى هذا، فإنهم اختلفوا في وقوع الترادف في اللغة العربية، فمنهم من ينكر وجوده و يعتنق بوجود المعاني الفارقة بين ألفاظه، ومنهم من لاينكره.
فأما الذين أنكروا وجود الترادف في اللغة العربية، واعتنقوا بوحود المعانى الفارقة بين ألفاظه، فمنهم ابن الأعرابي (ت : 221 هـ)، وهو أول من سنّ سنة الإنكار، ثمّ تبعه أبو عباس ثعلب (ت: 291 هـ). وقد نقل ثعلب إليبنا رأي أستاذه ابن الأعرابي القائل: "كل حرفين أوقعتهما العرب على معنى واحد، في كل واحد منهما معنى ليس في صاحبه، ربما عرفناه فأخبرنا به، وربما غمض علينا فلم نلزم العرب جهله". ثم قال: "الأسماء كلها لعلّة، خصّت العرب ما خصّت منها، ومن العلل ما نعلمه، ومنها ما نجهله" (السيوطي: 399-400).
ونقل منه أيضا ما يراه شيخه بقوله: وزعم أن كلّ ما يظن من المترادفات فهو من المتباينات التي تتباين بالصفات، كما في الإنسان والبشر، فإنّ الأول موضوع له باعتبار النسيان أو باعتبار أنه يؤنس، والثاني باعتبار أنه بادى البشرة (السيوطي: 402)
ومن تابعي ابن الأعرابي أيضا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري (ت: 228 هـ)، وقد ذكر قول ابن الأعرابي السابق وشرحه.
وممن أنكر الترادف أيضا ابن فارس (ت: 295 هـ)، وقال: "ويسمّى الشيئ الواحد بالأسماء المختلفة نحو السيف والمهند والحسام. والذي نقوله في هذا: إن الاسم واحد، وهو السيف، وما بعده من الألقاب صفات. ومذهبنا أن كلّ صفة منها فمعناها غير معنى الأخرى....(أميل يعقوب: 175).
وهناك أبو هلال العسكري (ت: 295 هـ) الذي كتب الكتاب "الفروق اللغوية". وقد صرح في أوله بإنكار الترادف، فقال: الشاهد على أنّ اختلاف العبارات والأسماء يوجب اختلاف المعاني، وأن الاسم كلمة تدلّ على معنى دلالة الإشارة، وإن أشير إلى الشيئ مرة واحدة فعرف، فالإشارة إليه ثانية وثالثة غير مفيدة. وواضع اللغة حكيم، لايأتي فيها بما لا تفيد. فإن أشير منه في الثاني والثالث إلى خلاف ما أشير إليه في الأول كان ذلك صوابا.
فهذا يدلّ على أن كلّ اسمين يجريان على معنى من المعانى وعين من الأعيان في لغة واحدة، فإن كل واحد منهما يقتضي خلاف ما يقتضيه الآخر، وإلاّ فكان الثاني فصلا لا يحتاج إليه، وإلى هذا، ذهب المحققون من العلماء (أحمد نور الدين المنجّد: 48).
وإلى جانب هؤلاء نجد فريقا آخر يؤكّد وجود الترادف، وينكر وجود المعانى الفارقة بين ألفاظه، ويحتج هؤلاء بقولهم: لو كان لكلّ لفظة معنى خاص غير معنى مرادفها لِما أمكن أن يعبر عن الشيئ بغير عبارته، مثلا إن نقول في "لا ريب فيه" "لاشك فيه"، فلو كان "الريب" غير "الشك" لكانت العبارة عن معنى الريب بالشك خطأ. فلما عبر بهذا عن هذا (بالشك عن الريب) دلّ على أن المعنى واحد (علي اليمني دردير:13 ).
ومن المثبّتين للترادف هو الرمّاني الذي ألّف "كتاب الألفاظ المترادفة"، وقد فسّمه إلى نحو 140 فصلا، خصّص كل فصل لكلمات ذات معنى واحد (أحمد مختار عمر: 217).
ومنهم الفيروز إبادي الذي ألّف كتابا تحت عنوان " الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف" (أحمد مختار عمر: 217).
ومن المثبّتين أيضا ابن خالويه، وكان أشدهم تحمسا وانشغالا به، وله فيه كتب كثيرة، منها كتاب في أسماء للأسد، والآخر كتابه في أسماء الحية. ويتباهي بأنه يحفظ للسيف خمسين اسما (أميل يعقوب: 174).
وكذلك الأصمعي، وكان يفاخر بما حفظه من الألفاظ المترادفة، فقد حفظ للحجر سبعين اسما. ثم آتى بعد ذلك، أبو العلاء ليشتم من لايعرف للكلب سبعين اسما.
وهكذا، وضع المثبتون للترادف مصنفات خاصة أو أبوابا من كتب جمعوا فيها الألفاظ المترادفة في موضوعات شتى، ليثبتوا الترادف في واقع اللغة. وتفاخروا بما حفظوا من الألفاظ التي تدلّ على معنى واحد.
نظرا إلى ما سبق، رأينا أن العلماء ينقسمون إلى فريقين، الفريق الأول، هم الذين ينكرون الترادف في أصل اللغة، ويقولون بعلل التسمية، ويفرقون بين الاسم والصفة، ويحاولون التماس فروق دلالية خفية بين الألفاظ المترادفة. والفريق الثاني، هم الذين يثبتون الترادف في الواقع اللغوي ويحتجون له بكثرة الألفاظ المترادفة التي جمعها رواة اللغة من أفواه العرب، ويصنفون فيه الرسائل اللغوية في موضوعات مختلفة.
وفي الحقيقة، أن الاختلاف العلماء في الترادف يرجع إلى اختلاف المنهج الذي اعتمدوا عليه في الحكم على ظاهرة الترادف.


االخاتمــة
كان الترادف ظاهرة من ظواهر اللغة، يشتغل به كثيرا من الدارسين قديما وحديثا، وقد اختلف اللغويون في تعريف الترادف في اللغة العربية، وفقا على هذا، فإنهم اختلفوا فى كيانه فيها.

1 komentar: